بنت الموسوي مشرفة عالم حواء والقصص والغرائب
عدد الرسائل : 804 الإقامة : ســيـــهــات رقم العضوية : 5 مزاجي : تاريخ التسجيل : 04/04/2008
| موضوع: فضائل الإمام الحسين عليه السلام السبت يناير 03, 2009 5:45 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى ابي الفضل العباس وعلى زينب اخت الحسين سلام الله عليهم اجمعين ورحمة الله وبركاته عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى عاشوراء الالم والحزن والدماء الطاهرة من اجل الحق والاسلام1ـ قوة الإرادة من النزعات الذاتية لأبي الشهداء عليه السلام قوة الإرادة، وصلابة العزم والتصميم، وقد ورث هذه الظاهرة الكريمة من جده الرسول صلّى الله عليه وآله الذي غيّر مجرى التاريخ، وقلب مفاهيم الحياة، ووقف صامداً وحده أمام القوى الهائلة التي هبت لتمنعه من أن يقول كلمة الله، فلم يعن بها وراح يقول لعمه أبي طالب مؤمن قريش: (والله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أموت أو يظهره الله..). بهذه الإرادة الجبارة قابل قوى الشرك، واستطاع أن يتغلب على مجريات الأحداث، وكذلك وقف سبطه العظيم في وجه الحكم الأموي فأعلن بلا تردد رفضه لبيعة يزيد، وانطلق مع قلة الناصر إلى ساحات الجهاد ليرفع كلمة الحق، ويدحض كلمة الباطل، وقد حشدت عليه الدولة الأموية جيوشها الهائلة، فلم يحفل بها، وأعلن عن عزمه وتصميمه بكلمته الخالدة قائلاً: (لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما..). وانطلق مع الأسرة الكريمة من أهل بيته وأصحابه إلى ميدان الشرف والمجد ليرفع راية الإسلام، ويحقق للامة الإسلامية أعظم الانتصارات والفتح حتى استشهد سلام الله عليه، وهو من أقوى الناس إرادة، وأمضاهم عزيمة وتصميماً. غير حافل بما عاناه من الكوارث التي تذهل العقول وتحير الألباب.
2ـ الشجاعة أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان وبطولة الأبطال وفروسية الفرسان من مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة، فهو الذي دعا الناس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وإن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية ويفترص العورة.ويشد على الشجعان وهو يقول: أ عليّ تجتمعون؟ وهو الذي جبن الشجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة حين بدر خولي ليحتز رأسه فضعف وأرعد.وفي ذلك يقول السيد حيدر الحلي : عفيرا متى عاينته الكمأة يختطف الرعب ألوانها فما أجلت الحرب عن مثله قتيلا يجبن شجعانها وهو الذي صبر على طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.
3ـ الصراحة من صفات أبي الأحرار الصراحة في القول، والصراحة في السلوك ففي جميع فترات حياته لم يوارب ولم يخادع، ولم يسلك طريقاً فيه أي التواء، وإنما سلك الطريق الواضح الذي يتجاوب مع ضميره الحي، وابتعد عن المنعطفات التي لا يقرها دينه وخلقه، وكان من ألوان ذلك السلوك النير أن الوليد حاكم يثرب دعاه في غلس الليل، وأحاطه علماً بهلاك معاوية، وطلب منه البيعة ليزيد مكتفياً بها في جنح الظلام، فامتنع عليه السلام وصارحه بالواقع قائلاً: (يا أمير إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد فاسق فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله..). وكشفت هذه الكلمات عن مدى صراحته، وسمو ذاته، وقوة العارضة عنده في سبيل الحق. ومن ألوان تلك الصراحة التي اعتادها وصارت من ذاتياته أنه لما خرج إلى العراق وافاه النبأ المؤلم وهو في أثناء الطريق بمقتل سفيره مسلم بن عقيل، وخذلان أهل الكوفة له، فقال للذين اتبعوه طلباً للعافية لا للحق: (قد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه ذمام...) فتفرق عنه ذوو الأطماع، وبقى مع الصفوة من أهل بيته .
لقد تجنب عليه السلام في تلك الساعات الحرجة التي يتطلب فيها إلى الناصر الإغراء والخداع مؤمناً أن ذلك لا يمكن أن تتصف به النفوس العظيمة المؤمنة بربها والمؤمنة بعدالة قضيتها. ومن ألوان تلك الصراحة أنه جمع أهل بيته وأصحابه في ليلة العاشر من المحرم، فأحاطهم علماً بأنه يقتل في غد، ويقتل جميع من كان معه صارحهم بذلك ليكونوا على بصيرة وبينة من أمرهم، وأمرهم بالتفرق في سواد ذلك الليل، فأبت تلك الأسرة العظيمة مفارقته،وأصرت على الشهادة بين يديه. تدول الدول، وتزول الممالك، وهذه الأخلاق الرفيعة أحق بالبقاء وأجدر بالخلود من كل كائن حي لأنها تمثل القيم العليا التي لا كرامة للإنسان بدونها.منقول | |
|