بنت الموسوي مشرفة عالم حواء والقصص والغرائب
عدد الرسائل : 804 الإقامة : ســيـــهــات رقم العضوية : 5 مزاجي : تاريخ التسجيل : 04/04/2008
| موضوع: عندما وجدت أخي السبت سبتمبر 27, 2008 4:14 pm | |
|
كعادته دائما .. صرخ ناصر في وجهي وقد انفتحت اوداجه :" انت لا تفهمين شيئا .. اسكتي ولا تتدخلي " وكعادتي صمتُ ولم ارد عليه .. لا لشيء سوى لأني لا اريد إثارة المزيد من المشاكل .. وبينما استمر في حديثه بصوته الخشن ونبرة الانتصار والفخر واضحة في كلامه .. كنت اشعر بالدم يغلي في عروقي .. نار تشتعل في قلبي وتهزني بشدة.. اشد قبضة يدي بقوة واحاول ان اتماسكـ باقصى ما استطيع .. نعم.. يجب ان اتماسكـ.. منذ وفاة والدي قبل عدة سنوات وناصر هو المسؤول تماما عنا .. لقد ترك دراسته واخذ يعمل في شركة احد اقاربنا بدوام مضن من اجل ان يعلينا انا وامي.. اعلم انه قدم الكثير من التضحيات من اجلنا لكنني لم اعد قادرة على تحمل تصرفاته واهانته لنا .. اشعر به كما لو كان يفرغ كل ما في قلبه من غضب وضغوط على رؤوسنا نحن.. امي تدعو له طوال الوقت وهي لا ترضى بأن نشتكي منه ولا بأن نتلفظ عليه بأقل كلمة وهذا مما يفاقم غيظي ويجعلني ابحث عمن اشكو له ما في قلبي.. صرخت ذات مرة بغير شعور مني عندما كانت امي تمدحه وتثني عليه.. " لماذا .. فقط اخبريني لماذا ؟!؟! فقط لانه ولد ! حتى لو كنا مكانه لفعلنا مثله .. مالتضحية التي تعتقدين انه قدمها لنا ! انه يحضر لنا طعامنا لا نريد منه شيئا اذا كان سيدمي حياتنا بتصرفاته الفظة وصراخه لا نريد ان يمن علينا " سكتت امي وارتميت انا على السرير ابكي بحرقة لم ابك مثلها من قبل.. لم اشعر يوما انه اخي انه جلاد مسلط على رؤوسنا نحن بالنسبة له مجرد عبء ثقيل على كاهله ومسؤولية تضاف لمسؤولياته واعلم تماما انه ينتظر اليوم الذي نتزوج فيه لاول من يتقدم لنا وكنا نحن ايضا ننتظر ذلكـ اليوم الذي نتخلص فيه من تسلطه علينا .. الحق يقال انه لم يقصر علينا يوما ولم يبخل علينا بمال او شيء نحتاجه لكن المشكلة كلها كانت في تعامله الفظ واسلوبه القاسي لم يشعرنا يوما انه في مكان الاب الحنون العطوف ولم يحاول مرة ان يتحسس مشاكلنا او مشاعرنا .. كان يضع نفسه في منصب القائد والمسيطر فقط.. ذات يوم .. دخلت امي مسرعة وهي فرحة لتزف لي خبرا سريا.. وهو ان هناك خاطب قد تقدم لي .. الحقيقة كدت اطير من الفرح لكني تظاهرت بالخجل .. وسكت كنت انتظر اليوم هذا بفارغ الصبر لاخرج الى عالم اخر اجد فيه من يحبني ويعطف علي بعد ان فقدت حنان والدي.. وبعد ايام من السؤال والتحري عن الخاطب الجديد .. وافق اخي عليه وفي يوم الرؤية الشرعية كان قلبي يخفق بشكل لم اتصوره .. دخلت ورأيته هناك جالسا .. كان شابا وسيما .. عريض المنكبين .. لم اتصور ان يكون حظي سعيدا لهذه الدرجة كنت اعتقد اني سأرضى بأقل من هذا بكثير !! الحمد لله.. كان ينظر الي طوال الوقت ويوجه لي اسئلته بإهتمام واعجاب وانا كدت اذوب خجلا حتى رمقني اخي بنظرة حادة اعرفها .. فأسرعت وخرجت وانا احاول اخفاء فرحتي امام امي واختيّ الذين كانوا ينتظرونني بفارغ الصبر وبعد ان سحب مني اهلي كلمة الموافقة تم اعلان الخطبة.. عشت بعدها اياما حالمة كنت ابني فيها الخيالات الجميلة التي انتظر فيها خالد - ذلك اسمه- لينتشلني من الكآبة التي اعيش فيها لأعيش عالما جميلا لا يحتقرني ويهينني فيه احد .. حتى اتى ذلك اليوم الذي دخلت فيه امي عليّ وعلى وجهها امارات حزينة غريبة .. شعرت بأن لديها شيئا ما لتقوله.. ازاحت كتبي المتناثره من على السرير ثم جلست في هدوء على طرف السرير واخذت تنظر هنا وهناك .. ثم قالت "هل انهيت دراستكـ لامتحان الغد"؟؟ نظرت اليها جيدا عرفت انها تخفي امرا وتتردد في قوله اجبتها بسرعة.. - امي ماذا هناكـ ؟ يبدو ان لديك شيئا ما مهما لتقوليه؟!؟! سكتت قليلا ثم تنهدت ورفعت عينيها باتجاهي.. - اسمعي يا ابنتي .. لقد رفض اخوكـ ذلكـ الخاطب .. لقد تم فكـ الخطوبة ..ولكن صدقيني ان ذلك لمصلحتكـ .. صمت تماما وانا غير مستوعبة ثم سألت بصوت مرتجف.. - ماذا ؟!؟!؟ سكتت امي لفترة استعدت خلالها وعيي فسألت مرة أخرى وانا مازلت ارتجف متى ولماذا؟؟ ما السبب ؟ لماذا لم يخبرني اولا ؟!؟! ترددت امي وهي تقول .. يقول اخوكـ انه لا يناسبكـ!! شعرت ان احلام حياتي كلها قد تحطمت .. وسالت دموعي دون شعور مني امام امي.. - ماذا ؟ لماذا يعاملنا هكذا ؟ لماذا يكرهنا ؟ هل عزّ عليه ان افرح ولو لمرة واحدة في حياتي ؟ هل ندم واستكثر علي السعادة.. ماذا يريد .. ماذا يريد هذا المتسلط.. ألا يريد ان يريحنا من جحيمه .. ألا يريد لما ان نفرح مثل غيرنا.. ولماذا .. لماذا لم يستشيرني حتى ؟؟ الست انسانا ولي حق الكلام؟!؟! كلما تذكرت كلامي اشعر بالخجل لكني شعرت حينها اني اطلق كل ما تجمع في قلبي طوال سنوات .. واخذت ابكي .. وابكي .. حتى رأيته عند الباب.. سكت تماما .. ليس لاني شعرت بخجل كبير فقط بل لاني كنت واثقة اني سأتلقى منه اهانة لم اتلق مثلها في حياتي.. وتجهزت لأتلقى صفعة في وجهي على اقل تقدير !! وتجمدت في مكاني .. حين اشار لامي بالخروج من الغرفة .. ودخل هو بهدوء.. كان كل جزء في جسمي يرتجف سواء من صدمتي بالخبر او شدة الخوف منه لا اعرف .. وكنت احاول كتم شهقات صدري من شدة البكاء.. جلس بصمت على السرير وانا مستغربة من هدوئه العجيب.. ثم نظر الي وقال.. - انا اقدر شعوركـ .. واعلم انكـ غاضبة وحزينة لكني اريد منك ان تسمعيني حتى النهاية.. كان تصرفا عجيبا وغريبا منه .. لم اتخيله في حياتي .. وبينما امسح دموعي بمنديل واسحب غطائي ليدثرني وصوتي يرتجف بخوف " ان شاء الله " نظر مدة الى الارض ثم قال.. - اسمعي يا امل منذ ان تقدم لكـ ذلكـ الخاطب وانا في شكـ من امري لم اسمع عنه ما يريب لكني لم اشعر بالراحة تجاهه وعندما لاحظت مقدار فرحة امي وفرحتكـ بالخبر لم اشأ ان اقف حجر عثرة امام طريق سعادتكـ لكن حتى بعد ان اعلنا الموافقة عليه استمريت في السؤال عنه والتحري لاني والله يعلم حريص عليكـ اشد الحرص ولم ارغب ان اقدم اختي بهذه السهولة لاي شخص .. وقبل يومين شاء الله ان اتعرف الى احد زملائه في العمل فسألته عنه .. هل تعرفين ماذا اخبرني عنه؟!؟! لقد اخبرني انه مبتلي والعياذ بالله بشرب المسكر !!! لم اصدق ما قاله صديقه لي في البداية وآثرت ان اتأكد اكثر فذهبت الى مقر عمله بنفسي وسألت اكثر من شخص قريب له عن اخلاقه فأخبروني بأنه كثير السفر غير مبال بعمله .. وقد تم فصله من قبل من اكثر من جهة عمل بسبب تسبيه هذا .. وقد تأكدت من هذا الكلام بما لا يدع مجالا للشكـ.. فهل كنت تريدينني ان ارضى لاختي التي هي امانة في رقبتي بمثل هذا الزواج؟!؟! لا والله .. لم اكن لأرضى لك بهذا ولو دفعت في ذلكـ حياتي.. لقد ابلغته مباشرة برفضنا له .. لاني افضل ان اراكـ الان تبكين على ان اراكـ في المستقبل عائدة من منزله تبكين وتشكين .. لاني حينها لن اتمالكـ نفسي وقد اجعله يدفع حياته ثمنا لايذائكـ او اهانتكـ ""
لم اشعر الا والدموع تنساب بقوة من عيني .. كنت انظر في الارض وانا غير مصدقة لهذا الكلام الذي يخرج لاول مرة من ناصر .. لم اعلم او اتصور يوما انه يحبني ويحرص على سعادتي هكذا .. وشعرت بعطف كبير عليه بسبب الكلام الذي قلته عليه .. بينما اكمل كلامه بصوت متأثر " اعلم انكـ قد لا تعذرينني الآن وقد تدعين علي " ثم ابتسم " لكنكـ ستقدرين تصرفي هذا في يوم ما بإذن الله لاني لم اقم به الا حبا وحرصا عليكـ " خرجت كلمته الاخيرة حانية هادئة.. لامست اوتار قلبي الحزينة .. فانفجرت بالبكاء .. واخذ يمسح على رأسي ويقول " وانا اعتذر ان كنت سببت لكـ اي اذى كما اعتذر ان كنت فهمت طبيعتي العصبية على انها تسلط وحجيم و ... لا اعرف ذلكـ الكلام الذي كنت تقولينه وتهذين به " ثم ابتسم .. فابتسمت بخجل كبير ثم لم اتمالكـ ان ضحكت من اعماق قلبي .. وهو يضحكـ ايضا .. استمريت بالضحك وكأن شيئا أخذ يغسل هموم قلبي وعندما فرغت شعرت بهم كبير قد انزاح عن كاهلي .. وغمرني شعور جارف بالحب لاخي والامتنان له لم اشعر بمثله من قبل.. ربت على كتفي بحنان افتقدته منذ زمن... ثم قام ليخرج من الغرفة.. نظرت اليه وهو يخرج.. وانا افكر.. كم من الاحاسيس والمشاعر تخفى علينا .. وكم من الاشخاص نعتقد اننا نعرفهم.. بينما نحن نحكم على قشورهم فقط...
دمتم بحب كما اتمنى ..
ممآ رآق لي .. للرآئعهـ / ن . ح
منقول
| |
|
كاسر الزجاج مشرف ديرة بعيداً عن الاجواء و إسلامنا والحياة
عدد الرسائل : 332 الإقامة : سيهات رقم العضوية : 20 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: رد: عندما وجدت أخي الخميس أكتوبر 02, 2008 2:47 am | |
| مشكوره اختي الكريمه على القصه تقبلي مروري اخووووووووووك كااااااااااسر الزجاج | |
|